الأم الفلسطينية
يافلسطينية والبندقاني رماكو.. علي الصهيونية تقتل حمامكو في حماكو.. يافلسطينية وأنا بدي أسافر حداكم.. ناري في ايديا.. وايديا تنزل معاكو.. علي رأس الحية وتموت شريعة هولاكو..!!
لا أجد أصدق من تلك الكلمات لأبدأ بها هذا المشهد.. ودعوني أسألكم وربما أتساءل معكم هل نتكلم عن الأم ونحتفل بها ونتذكرها ونشيد بحنانها وعرفانها.. ونهدي لها الورد حتي لو كان علي قبرها.. دون أن نتذكر الأم في البلدان العربية وتحديدا المنكوبة والمحتلة ولنكن اكثر دقة.. هل نحتفل دونها.. تلك الأم الصامدة المناضلة التي تقدم اولادها فداء لتراب وطنها المحتل..
إنها الأم الفلسطينية!!
أتساءل ماهي نوعية قلبها وتركيبته..؟!
كيف يكون احساسها وهي تري ابنها غارقا في الدماء ملفوفا بالثوب الابيض وفوقه علم فلسطين..!!
كيف تستطيع بجبروت تحسد عليه أن تحول مرارتها وألمها وحزنها القاتل إلي زغاريد تنطلق بزهو وفرحة لتزف ابنها إلي التراب..
هذا مايحدث هناك.. الأمهات الفلسطينيات لايصرخن مولولات علي أبنائهن الذين نال من أجسادهم رصاص الاحتلال.. بل بالعكس يزغردن من قلوبهن.. هي فرحة مابعدها فرحة عفوا موتة مابعدها موتة.. إنها تزف ابنها الشهيد.. لا ابالغ عندما أقول لكم إنه في أحيان كثيرة الأم هي التي ترسل ابنها في عملية استشهادية.. يخرج من المنزل صباحا ويودعها ويرتمي بين أحضانها وهي تعلم تماما أنها لن تراه ثانية الا في الكفن وهي تزفه وتضعه بيديها خلف التراب..
خنساء فلسطين أم أرسلت أولادها الثلاثة إلي عمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي.. وهي تعلم تماما أنها لن تراهم ثانية.
وتلك المرأة ليست الوحيدة.. بل فلسطين كلها حبلي بهذه النوعية من الأمهات..
في عيد الأم لانملك سوي أن نهدي الأم الفلسطينية باقة من الورد. أن نقول لها كل سنة وانت صامدة قوية.. كل سنة وانت واقفة ضد كل ماهو صهيوني.. أيضا لانستطيع أن ننسي الأم العراقية والافغانية التي تمر بظروف مهلكة وتفقد أبناءها وربما زوجها وربما هي نفسها..
كل سنة وكل الأمهات المناضلات الصامدات طيبات..!!
عفوا قارئي.. ربما أصبتك بالحزن وربما جعلت الشجن يملأ قلبك.. وربما ايضا ساهمت في أن تذرف دموعا.. يعني بالبلدي نكدت عليك.. لكن معذرة تذكر جيدا أن للعملة وجهين وللدنيا لونين كما قلت لك.. وكل ما فعلته أنني قلبت العملة لنري معا لون الدنيا الثاني..
نهاية.. لكم جميعا لمسة وفاء من القلب..!!
كتبته :
أمل سرور