التعليم المستمر والخدمة المجتمعية في جامعة خضوري

التعليم المستمر والخدمة المجتمعية
(إن العقلاء يبحثون عن المعرفة كأنهم لن يموتوا أبدا )



إن مفهوم التعليم المستمر مفهوما ليس جديدا فهو قديم قدم الحضارات وقد أطلق عليه عدة مصطلحات : التربية مدى الحياة (lifelong education)، والتربية المستمرة (continuing education)، والتربية الدائمة (L'Education-Permanente، والتعليم المستمر (Continuous Learning) ،وكل هذه المصطلحات تتفق على أن التربية والتعليم هي عملية مستمرة لاتقتصر على مرحلة معينة من العمر، وأن التجدد للإنسان هو الحياة بمعناها الكامل والجمود هو الموت، ولكي نطور المجتمع لا بد أن نبدأ بتطوير الفرد، وإطلاق قدراته ومواهبه وتجديد خبراته ومعارفه ، وأي تطوير لا يكون إلا بالتعلم والخبرة والتربية التي تستهدف الفئات المهنية، والطبقات الاجتماعية، بحيث لا نفرق بين رجل وامرأة أو غني وفقير، لأن التربية تحرر الإنسان من سلبياته ونقائصه وتزيد من إنسانيته التي تنمو بالعقل والفكر والعمل، وكما قال جون ديوي "إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت".

أما في الوقت الحاضر فقد نضجت فكرة التعليم المستمر واتضحت معالمه وتطورت مفاهيمه إلى مبدأ تربوي هام ينظم كل أنواع ومستويات التربية في المجتمع، وها هي الدول تسعى لإيجاد الإمكانيات المناسبة التي تخدم هذا التعليم وتلبي متطلباته لمواجهة الانفجار المعرفي والتكنولوجي ومواكبة التنمية والتطور السريع، وقد قطعت الدول المتقدمة أشواط جيدة في مجال تجديد المعلومات والتناسق مع العصر ومواكبته أما الدول النامية فقد بدأت في وضع القوانين بحيث يسمح بدخول أشكال التعليم البديل تدريجيا .

ولعل الهدف الأسمى للتعليم المستمر هو خدمة المجتمع والأخذ به لمصاف المجتمعات المتقدمة ومواكبة مراحل التنمية البشرية الشاملة والمستدامة وهذا الاتجاه نادت به منظمة اليونسكو، واعتبرته من أولويات التربية المعاصرة والمستمرة لعام 1972.

مقدمة حول التعليم المستمر في جامعة فلسطين التقنية(خضوري)

أن جامعة فلسطين التقنية خضوري، تمر بمرحلة انتقالية, كونها تحولت من كلية إلى جامعة منذ عامين ,

وقد وضعت وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي خطة تطويرية للجامعة تمتد لعشر سنوات (2008—2018) لتساعد الجامعة على تحقيق أهدافها وتطوير قطاع التعليم فيها وتحسين نوعيته، من اجل تخريج الكوادر المهنية والتقنية والعلمية المتميزة، التي ستساهم في بناء مجتمعنا الفلسطيني ودفع عجلة الاقتصاد الوطني .

ومن اجل العمل على تنفيذ الخطة تبنت الجامعة سياسة تطوير البنى التحتية وإنشاء المباني والأقسام والتخصصات الجديدة والمهمة التي تلبي احتياج الطلبة والمجتمع. وكذلك تبنت سياسة استقطاب الكوادر والكفاءات وذوي الخبرات المتميزة التي بإمكانها المساهمة في عملية التطوير العلمي المدروس .

وقسم التعليم المستمر هو جزء مهم من أجزاء الجامعة وقد انشيء هذا القسم عام 1996 ليلبي احتياجات مجتمعنا المحلي، من خلال دورات تدريبية تعمل على تطوير مهارات ومعلومات الفئات المستهدفة، وخاصة العاملين بالمؤسسات الرسمية والأهلية, والارتقاء بأدائهم المهني والإداري.

وهذا القسم كباقي أقسام الجامعة بحاجة إلى تطوير وتحسين وخاصة انه يعتبر ركيزة مهمة من ركائز الجامعة حيث انه يساهم في تحسين الوضع المادي لها.

المخطط هو تحويل قسم التعليم المستمر إلى( دائرة التعليم المستمر والخدمة المجتمعية)، والتي ستضم عدة أقسام متخصصة مهمة وضرورية من اجل النهوض بالوضع الحالي وتطويره وتغييره والارتقاء به.



التعليم المستمر بحاجة إلى تطوير البنى التحتية من اجل تسهيل وتنفيذ الخطة المقترحة للدائرة، كما انه بحاجة إلى مبنى مستقل وبحاجة أيضا الكوادر وطاقم تنفيذي كفؤ، ومدربين متميزين وأكفاء وموازنات وتجهيزات جديدة حتى يتسنى لنا تنفيذ الخطة المقترحة بعد اعتمادها من رئيس الجامعة ومن الجهات المختصة .